مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/02/2022 08:11:00 م
ما الذي يحدث في أوكرانيا بين روسيا والغرب؟ - الجزء الثالث
ما الذي يحدث في أوكرانيا بين روسيا والغرب؟ - الجزء الثالث
تصميم الصورة : رزان الحموي 
  
استكمالاً لما ورد بالجزء السابق 

أوكرانيا بعد الاجتياح الروسي للقرم

منذ سنة 2014 بدأت الصراعات داخل أوكرانيا بين الموالين لروسيا والميّالين للغرب، ولكن أوكرانيا بشكلٍ عام سارت نحو الغرب بشكلٍ ملحوظ، وكانت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة مرحبةً بذلك، أما |الرئيس بوتين| الذي لم يعجبه ذلك فقد بدأ يجهّز روسيا للمواجهة القادمة مع الغرب بسبب أوكرانيا، وقبل بضعة أشهرٍ نشر قواته على حدود أوكرانيا وقدّم بعض المطالب إلى الغرب الذي رفضها جملةً وتفصيلاً، ما جعل الحرب احتمالاً قائماً جداً، ولكن السؤال المطروح هنا: 

لماذا الآن

إن هذا الوقت هو الأنسب لبوتين لكي يحصل على أفضل المكاسب الممكنة من أوكرانيا والغرب، فالدول الغربية لا زالت تعاني من آثار أزمة |كورونا|، وخاصةً الولايات المتحدة التي كانت من أكبر المتضررين من تلك الأزمة، إضافةً إلى الوضع الاقتصادي العالمي المتدهور بسبب ارتفاع الأسعار وأحجام التضخم غير المسبوقة، كذلك خروج الولايات المتحدة المهين من |أفغانستان|، الذي يعتبره الكثيرون علامةً على الضعف الأمريكي خاصةً أنه لم يتم بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين، ولا يجب ان ننسى اهتزاز العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة بعد أزمة الغواصات النووية التي أفشلتها الولايات المتحدة بين |فرنسا| وأستراليا وأخذنها لنفسها.

هل ستغادر الولايات المتحدة حلف الناتو؟

ترى الولايات المتحدة بأن حلف الناتو أصبح عبئاً عليها، فهي أكبر المنفقين عليه وأقل المستفيدين منه، وبعد تحالفها أمنياً مع كلٍّ من بريطانيا وأستراليا أصبح بقاؤها في حلف الناتو غير مجدٍ بالنسبة لها، خاصةً أن أسباب قيام حلف الناتو لم تعد موجودةً بعد انهيار المعسكر الشرقي والحرب الباردة، وكل ذلك يعني أن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة ليست في أفضل حالاتها، كما أن الأوروبيين أنفسهم ليسوا على توافقٍ بشأن أزمة أوكرانيا، خاصةً بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وظهور بعض النداءات في بعض الدول الأوروبية لمغادرة ذلك الاتحاد.

لمن هي الأفضلية؟

إن كل ما ذكرناه سابقاً يعطي أفضليةً لروسيا لكي تملي على الغرب إرادتها، إضافةً إلى بعض العوامل الأخرى التي تجعل هذا التوقيت في مصلحة روسيا، فالولايات المتحدة في مرحلةٍ انتقالية بعد مغادرة |ترامب| للبيت البيض، وألمانيا تخضع لبعض التغيرات بسبب إدارتها الجديدة، وفرنسا على أعتاب انتخاباتٍ رئاسيةٍ قريبة، ولا يجب إغفال المارد الصيني الذي يراقب كل شيء، والذي يدعم الروس بصمت، وينتظر ما ستصل إليه الأمور بين روسيا والغرب.

بذلك نكون قد ألقينا بعض الضوء على ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، وعلى أسباب حدوثه ومبررات توقيته، ويبقى السؤال الأهم هو: ما الذي سيفعله الغرب؟ وما الذي يستطيع فعله أصلاً؟ 

فإذا أردت معرفة إجابتنا عن هذا السؤال فاقرأ مقالتنا بعنوان "ما العقوبات التي يمكن أن يفرضها الغرب على روسيا"

 وشارك مقالاتنا إذا نالت استحسانك.

سليمان أبو طافش  






 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.